من المشاهد السينمائيه التي عاشت في ذكريتي طوال سنيين هجرتي , مشهد نهايه فيلم الارض ليوسف شاهين عندما كان الفنان محمود المليجي يقبض بيديه علي اغصان القطن الابيض مخلوطه بدمائه و في الخلفيه الموسيقي تصرخ "الارض لو عطشانه نرويها بدمانا" , هكذا كانت دائما كيف تعامل مصر ابنائها
في زيارتي الاخيره و عند وصولي الي مطار القاهره الجديد الذي يضاهي في مبانيه المطارات العالميه و لكنه مازال مثل المطار القديم في سكانه. عندما وصلت الي ضابط الجوازات نظر الي جواز سفري ثم الي بقرف (يمكن كان صايم) و قال انت كنت هنا من شهرين , ايه الي جايبك تاني , اخذني السوأل بالمفاجائه و كنت علي وشك اظهار الجانب الاسكندراني في شخصيتي و لغتي و لكني قررت ان الطيب احسن في هذا الشهر الكريم , ابتسمت و قلت علشان اقضي العيد مع اهلي , وبدون حتي النظر الي قال استني علي جنب شويه فقلت له ذي محضرتك قولت انا كنت هنا من شهرين و مكنش فيه اي مشاكل فنظر لي بقرف و قال استني شويه احسن ماتستنا كتير.
و تمت الزياره علي خير و عدت الي واشنطن وامام موظف الجوازات الامريكي, نظر في الاقرار الذي كنت قد كتبت فيه اني احمل اطعمه ( كثير من الاطعمه و المزروعات ممنوعه) نظر و ضحك و قال معاك اكل من مصر بالتاكيد اكل مصر حلوه لتحمله كل هذه المسافه , هل من الممكن ان اعرف نوع الاطعمه فقلت له بعض من كحك العيد و فطائر بالزبده فابتسم مره اخري بالتاكيد شهيا جدا لو لم اكن في ورديه عمل لطلبت ان اتذوقه و مرحبا باعودتك لبلدك .
هذا كيف اعامل في بلد مولدي و بلد هجرتي و يتعجب الناس لماذا احب امريكا لانه كما يعلمنا الاسلام ان "الابتسامه في وجه الاخرين صدقه" ......... اليس كذللك
مهاجر مصري