Saturday, September 19, 2009

امريكا ارض الاحلام و الكوابيس

اوقفت تاكس في واشنطن و طلبت منه التوجه الي مكان اجتماعي و لانشغلي بالرد علي الايميل علي تليفوني لم انتبه كثيرا لسائق , حتي جائتني مكالمه من صديق عربي , بعدها قال لي السائق باللهجه مصريه ... حضرت مصري .. فقولت طبعا وواضح ان حضرتك كمان , تحدثنا قليلا عن احوال القياده في واشنطن و الزحام و سريعا وصلت لوجهتي ’ اعطيته رقم تليفوني و طلبت من الاتصال بي حتي نلتقي مره اخري و لم افكر كثيرا في الموضوع فهناك شباب مصري كثير في واشنطن يعمل في بيع الهوت دوج و قياده التاكسي و الليموزيين ,  ولكن الحقيقه انن احسست ان هذا الشخص مختلف و تمنيت داخل نفسي ان يتصل بي.
فعلا بعد عده ايام اتصل و دعوته للحضور لمنزلي في فرجينيا , و هانك كانت المفاجئه , قال لي انه طبيب باطني , استاذ مساعد بكليه طب , متزوج و له طفلين و جاء الي امريكا منذ عامين بعد ان فاز في يانصيب الهجره لامريكا و انه ترك كل شيئ بناه في 15 عام و حضر الي امريكا و يعمل سائق تاكسي و طبعا كما نوقعت ان دخله من التاكسي يغطي معيشته بصعوبه و ان عائلته في مصر ينفقون من مدخراته و ميراثه و انه يخطط لاحضار زوجته و اولاده بعد شهرين.
عند هذا توقعت انه كاذب و لكنه احساسي قال لا , اذا انا امام  حلقه دراميه سوف تنتهي بعد قليل و لكن انه الواقع الاصعب من اي شئ. لقد سمعت قصص كثيره عن  مهاجري اليانصيب تشابه ذللك و لكن هو كان اول من اقابل و اري بعيني كيف ان حلم الهجره الي ارض الاحلام يوقف اي تفكير عقلاني عند الانسان.   كيف يضحي انسان عاقل بكل شئ بناه و نجاح علمي و ادبي و مادي في 15 عام و يسافر الي المجهول بدون اي حسابز
امريكا ارض الحلام .... هذه كانت و مازلت حقيقه لشعب مصر و العالم و حتي كثير من دول اوروبا , و لكن عند الهجره يتحول الحلم الي واقع و هو لكثير من الناس اصعب و اطول من كابوس, ان الكوابيس يمكن الاستيقاظ منه و لكن واقع امريكا لايمكن.
النجاح في امريكا طريق طويل و صعب وغير ممهد  و لكن الفشل منحدر شديد ليس له نهايه وخصوصا لمن لا يفكر او يخطط او يزن بين مايملك و بين ما يريد.  مما لاشك فيه ان الحياه صعبه في مصر لكل الطبقات و كل طبقه لها مشاكلها و لا ادعي ان هناك حل واحد.
اننا كثيرا منا المصريين لا نمللك القوه او القدره علي التراجع ربما لطبيعه تربيتنا او مجتمعنا و كثيرا ان نبدئ باندفاع و بدون تفكير ثم نترك المشكله لتصبح كما يقولون في امريكا  كره من الثلج المتدحرج تكبر ويزداد حجمها كلما تحركت
عندما استلم صديقي خطاب السفاره , لم يقيم ان كان تستحق التضحيه و التنازل عن 15 سنه نجاح
و عنما حضر و عرف الواقع  و عمل كاسائق تاكس  يغطي متطلباته بصعوبه , لم يعيد حسباته
و عندما اجهز عل كل مدخراته , لم يتوقف
وعندما اشتاق الي عائلته لم يفكر , وكان الحل ان يزيد الطين بله و يدمر  عائلته معه و خصوصا انه ليس في اي وضع يسمح يحمل مسئوليه سيده و اطفال في مجتم مثل امريكا
انا لست ضد الهجره و لو عادت بي الايام  لهجرت و لكن علي كل انسان ان يفرق بين ارض الاحلام و ارض الواقع  و الا الواقع سيصبح كابوس عرض مستمر.

مهاجر مصري

1 comment:

  1. عجبتنى مدونتك انا معجب بامريكا اه لكن عمرى ماهكون امريكانى ابدا واتمنى انك متكنش اتمركت وتهت فى زحمة الحياة هناك ونسيت وطنك الام اللى لسه بتتكلم بلغته لانى مش عايز اكون كده فى يوم من الايام

    ReplyDelete